في منتصف الطريق الدولي من عمان إلى إربد وعلى مسافة أقل من ساعة إنطلاقاً من عمان شمالاً تقوم مدينة جرش التي تحيط بها هضاب مكسوة بالغابات، والتي تعتبر إحدى المدن التاريخية الأثرية التي ظلت محافظة على معالمها الأثرية حتى يومنا الحاضر، فقد تم الكشف عن هذه المدينة الرومانية التي كانت تغطيها الرمال قبل أكثر من سبعين عاماً فظهرت الى الوجود مدينة كاملة بشوارعها المبلطة والمعبدة وهياكلها المرتفعة القمم ومسارحها ومدرجاتها ومساحاتها إلى جانب الميادين والحمامات والشلالات والأسوار..
خضعت جرش للحكم الروماني بعد أن إحتلها القائد الروماني بومبي 63 ق. م. ثم دخلت في حلف المدن الرومانية العشر (الديكابوليس) وأصبحت أعظم هذه المدن وحملت إسم جراسيا، ورغم خضوعها للحكم الروماني فقد ظلت هذه المدينة تعكس روح ثقافتين وحضارتين هما اليونانية والرومانية رغم أن مظهرها وطابعها يدلان على رومانيتها. قامت إلى جوار جرش الرومانية مدينة جرش العصرية فقد ساهم التخطيط السليم والرؤية الصائبة بالحفاظ على المدينة الأثرية داخل أسوارها لتقوم إلى جوارها مدينة جرش الحديثة .
الكاتدرائية في جرش إلى جانب أهميتها الأثرية والتاريخية نالت جرش شهرة ثقافية من خلال المهرجان السنوي الذي عرف بمهرجان جرش للثقافة والفنون، حيث تعود الحياة كل عام في شهر تموز إلى المدينة التاريخية فتقام على مسارحها ومدرجاتها وساحاتها فعاليات ثقافية وفنية وموسيقية تؤديها فرق محلية وعربية وعالمية إلى جانب الأمسيات الثقافية التي يحيي فعالياتها سفراء وأدباء مشهورون ويؤمها عشرات الالاف من السكان المحليين والعرب والأجانب، فيغدو هذا المهرجان عرساً سنوياً تعود فيه جرش القديمة إلى الحياة ثانية نابضة بالفرح والحركة والنشاط.
أثناء زيارة المدينة الأثرية،إحرص على إرتداء ملابس مريحة و حذاء خفيف. و في فصل الصيف يفضل أن تضع قبعة و نظارات شمسية.