وتشكل حمامات ماعين محطة هامة على خريطة السياحة في محافظة مادبا وضواحيها، وهو يزدهر خاصة في فصل الشتاء بسبب مناخه الدافئ على تخوم الأغوار بين الجبال ومياهه الساخنة.
في سفح واد سحيق ينخفض 150 مترا عن سطح البحر، تزنّره جبال شاهقة داكنة اللون بفعل الحرارة الجوفية، تشق مياه ساخنة صخورا نارية لتنهمر عيونا وشلاّلات راسمة لوحة بانورامية ألوانها أحضان الطبيعة وعمقها إرث ديني وتاريخي.
يصل الزائر إلى حمامات ماعين، الصرح السياحي الأكثر فرادة في الشرق الأوسط، عبر طرق مختلفة وهي تبعد 46 كيلو مترا جنوب غرب عمّان.
في ظلال الشلالات أقيم فندق متعدد الطبقات عام 1987، وانتقلت إدارته عدة مرات بين مستثمرين ما أدى إلى تراجع أدائه قبل أن يتجه المالك، مؤسسة الضمان الاجتماعي، لتكليف مستثمر سعودي بإعادة تأهيله وفق معايير جديدة.
فقد نيط بالمستثمر غيث فرعون إدارة المنتجع بعد رفع تصنيفه من أربع إلى خمس نجوم على مدار ثلاثين عاما.
يؤم المنتجع السياح بقصد العلاج والاستشفاء أو بهدف الراحة والاستجمام بمياهه المعدنية التي تشفي العديد من الأمراض المستعصية والمزمنة، والاستحمام بالمياه المعدنية الساخنة وطين البحر الميت والاستمتاع بمرافقه المتعددة الأغراض.
تتوسط المنتجع قرية سياحية تضم شاليهات وبركة طبيعية وغرف ساونا ومسبح عام، على ما أفاد مسؤول في الشركة الاستثمارية. وكانت شركة آكور الفرنسية قد أدارت المشروع لعشر سنوات.
تنحدر مياه شلالات ماعين من قمة الجبل وتشق تعاريج ساحرة وهي تكمّل المياه التي تخترق محمية الموجب باتجاه البحر الميت عبر جبال ماعين امتدادا إلى منطقة الفنادق عبر الزارا المعروفة بمياهها الساخنة.
تتنوع طرق استخدام المياه المعدنية الساخنة، التي تمتاز بخصائص استشفائية، من "الدش بالرشق، حمام الفقاقيع، حمام الجاكوزي، السرير المائي، إلى الحمامات المتناوبة للقدمين".
وثمة قسم للعلاج بالطين المأخوذ من البحر الميت الذي اثبت فوائده العلاجية، فضلا عن قسم العلاج بالكهرباء مكملا للعلاج بالمياه والتمارين الطبية، فضلا عن خدمة العلاج الفيزيائي (فيزيوثيرابي) لاسيما تحت الماء على أيدي فيزيائيين متخصصين.
العلاج عبر استنشاق البخار المتصاعد من المياه المعدنية يساعد على شفاء الأمراض الصدرية لا سيما لدى المدخنين المزمنين[]
تبيّن أيضا أن العلاج بالمياه الساخنة يفيد في حالات خاصة منها "أمراض الروماتيزم المزمنة وآلامه، وتشنج العضلات، وآلام الظهر، وأمراض الأوعية الدموية والأوردة الدوالي، الأمراض الجلدية، تنشيط الجسم بصورة عامة من الإرهاق العصبي والنفسي، إفراز الغدد الصماء والتهاب الجيوب الأنفية المزمنة".
اختار السائح السعودي سليمان علي منتجع ماعين بسبب "طبيعته الخلابة وأجواء الراحة فضلا عن الفائدة العلاجية". يقول سليمان إنه بدأ يتماثل "للشفاء من أمراض المفاصل، بعد أن راجع من اجل الخلاص منها أطباء في مختلف بلدان العالم، لكن دون فائدة". وعلم سليمان علي بفوائد الحمامات الاستشفائية من أحد أصدقائه في الأردن.
عبدالباري محمد من اليمن نصح كل من يعاني من آلام مفاصل وأوجاع ظهر التوجه إلى هذه الحمّامات بحثا عن العلاج والسكينة.
ونبه سليمان فورقجلي من سورية "إلى ضرورة الاستفادة من هذا الصرح الطبي الطبيعي الذي أوجده الخالق في هذا البلد الشقيق".
الحاجة فاطمة أحمد من فلسطين تنصح كل إنسان يعاني من الآلام والأمراض والإرهاق بالتوجه إلى حمامات ماعين.