كتبت - هلا العدوان - يحمل خطاب التنصيب للرئيس الجديد في البيت الابيض باراك اوباما اجندة جديدة للمنطقة وفقا لمراقبين الذين يعولون عليه الكثير من الامال وخصوصا ما يتعلق بالملفات الشائكة في الشرق الاوسط مشددين على اهمية التفاؤل الحذر في المرحلة المقبلة .
اوباما حاول ارساء قواعد جديدة للعب في الشرق الاوسط واللجوء الى خيارات لم تكن مقبولة في الادارة السابقة من خلال ترك العراق لشعبه وارساء السلام في افغانستان بالاضافة الى جملة من التطمينات اطلقها للعالم الاسلامي.
ويرى هؤلاء المراقبون ان الطروحات عديدة أمام الادارة الجديدة بعد انقضاء السنوات الثمانية العجاف لحقبة الرئيس الامريكي الجمهوري السابق جورج بوش وتسلم الرئيس الديمقراطي باراك اوباما لزمام الامور الامر الذي قد يحمل الكثير من المفاجآت قريبا .
امام هذا يرى مصدر رسمي فضل عدم ذكر اسمه ان الاردن خرجت سالمة من حقبة اتسمت بالعنف والدموية تحت مسمى الحرب على الارهاب وانهيار موازين القوى وسقوط النظام العراقي السابق الذي خلق موجة من الفوضى وعدم الاستقرار إضافة إلى أشبه ما يكون بنسف العملية السلمية لافتا الى ان الأردن تعرض للكثير من التحديات من التي استطاع تجاوزها بشق الأنفس .
بيد أن المصدر يشدد على ان المستقبل يتسم بالتفاؤل الحذر في هذا الوقت وان تكون هوامش تحركنا مفتوحة بما في ذلك التركيز على مصلحة الاردن اولا واخيرا.
وفي هذا الصدد يشير المصدر الى ان توطيد العلاقة مع الادارة الامريكية في ايامها الاولى امر حيوي وبالغ الاهمية مشددا ان الاردن عليه استخدام كافة الادوات الدبلوماسية الممكنة من اجل التاثير على تلك الادارة ومد يد العون لها لتحقيق العملية السلمية لان تلك العملية لن ترى النور بدون دور امريكي فاعل .
واقع الحال ينبئ بالمزيد من التحرك من الجانب الامريكي نحو توطيد العلاقة مع الجانب الاردني والتطلع نحو العمل معا من اجل حل قضايا المنطقة حيث بادر الرئيس الجديد باراك اوباما بالاتصال هاتفيا في اول ايامه في المكتب البيضاوي في البيت الابيض مع جلالة الملك عبدالله الثاني لبحث عدد من القضايا المستجدة على الساحة الدولية والعلاقات الثنائية بين الجانبين.
وكذلك ينبغي الالتفات للدعوة التي اطلقها جلالته بالتحرك سريعا نحو ارساء السلام وتحقيق الامن والاستقرار في المنطقة بعيدا عن المؤامرات التي تحاك على الشعب الفلسطيني من خلال الانخراط في المفاوضات جديا للوصول الى حل دولتين في اسرع وقت.
الى ذلك ينبه المصدر الى ان الاردن يجب ان يحرص على ملء الفراغ أمام الاطماع الاسرائيلية وتمكين نفسه لدى الادارة الجديدة وعدم ترك المجال مفتوحا امام أي حلول تنادي بها اسرائيل .
ويدلل على ذلك بانه بالنسبة للعملية السلمية فان العدوان الاسرائيلي الاخير على غزة الذي استمر 22 يوما و راح ضحيته قرابة 1300 شهيد وخمسة الاف جريح كانت الصفعة الاخيرة للرئيس بوش في وجه عملية السلام والتي قادتها الة الحرب الاسرائيلية على القطاع بموافقة ضمنية امريكية.
في حين ان اوباما وبعد حفل تنصيبه اول امس كرئيس للولايات المتحدة الرابع والاربعين ارسى ملامح المرحلة المقبلة حيث وجه في خطابه رسالة الى العالم الاسلامي تحمل عددا من المضامين وتفوق كافة التصورات المتوقعة والتي يرجح أن يليها تبعات عديدة .
اوباما شدد في خطاب تنصيبه الذي حضره مليونا شخص وتابعته ملايين اخرى على ان الاحترام والثقة المتبادلة اساس أي علاقة مع أي دولة في المستقبل قائلا ان المقياس الحقيقي للقوة الامريكية ليس بالدمارالذي تلحقه وانما بحجم الانجاز والبناء .
بيد ان تعيين مبعوث خاص للشرق الاوسط جورج ميتشل تحت إمرة وزيرة الخارجية الامريكية الجديدة هيلاري كلينتون اشارة الى ان قنوات الاتصال مع العالم العربي ستكون مفتوحة وتكرس دعوة جديدة للحوار مع بعض الجهات التي غابت عن الاجندة الامريكية في الماضي مما يعني ان بعض الملفات لم تكن محرمة كما هو في السابق.
خلال الحقبة الماضية سجلت شعبية الولايات المتحدة في المنطقة تراجعا الى ادنى مستوياتها اذ ان الصورة الراسخة في الاذهان سواء لدى قادة الرأي وصناع القرار او لربما المتابع العادي كانت أن امريكا تتناسى وتتجاوز عن جميع شعارات الحرية والديمقراطية التي تصب في اساس تكوينها ارضاء للدولة الاسرائيلية .
انظار العالم العربي تشخص حاليا نحو البيت الابيض باعتبار ان الرئيس الجديد قد يقدم مقترحات اكثر ايجابية من سلفه لحل بعض الملفات العالقة والتي باتت صداعا مزمنا للإدارات الامريكية المتعاقبة .
على الساحة المحلية يحرص الاردن من خلال علاقاته المتميزة مع دول العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة على توفير بيئة مناسبة لاحلال السلام في المنطقة باكملها وانهاء الاوضاع الماساوية للشعب الفلسطيني وايجاد الحل العادل والدائم لها على اساس انها الصراع الرئيسي في المنطقة .
ويراهن بعض المراقبين على أن شبح خيار الوطن البديل قد يتبدد في عهد هذه الادارة الامريكية الجديدة وعودة المياه الى مجاريها بالنسبة للعملية السلمية وتمكين الشعب الفلسطيني على ارضه من خلال دولة فلسطينية مستقلة .
في المقابل لا يصغي بعض الدبلوماسيين الغربيين الى مقولة ان هنالك تغييرا جذريا مرتقبا في السياسة الخارجية الامريكية في الشرق الاوسط والاردن تحديدا.
وبالنسبة للمساعدات السنوية التي تقدمها الولايات المتحدة للاردن يشدد دبلوماسيون انها لن تتأثر صعودا او نزولا لان واقع الحال يشير الى أنها ترتبط بموافقة الكونجرس الامريكي وليس بالشخص الاول في البيت الابيض.
الدبلوماسية الاردنية وفق احد المراقبين مرهونة في الفترة المقبلة بدور اكثر ايجابية على الساحة الدولية وعلاقة اكثر صلابة مع الدول العربية تحديدا ويجب ان لا ترتكز تلك العلاقة على التحالفات السابقة مع الغرب وتحديدا الولايات المتحدة .
ويزعم هؤلاء ان المطلوب هو تعزيز الجبهة الداخلية بمزيد من المشاركة السياسية محليا وتفعيل البيت الداخلي الاردني لمواجهة أي طارئ قد يمس الكيان الأردني واستخدام كافة الاوراق التي في يد الاردن حاليا