«الدستور» ترصد المشهد الكارثي لآثار العدوان على البشر والحجر في غزة: الطفلة مؤمنة السموني تروي اللحظات الاخيرة لاستشهاد 13 من عائلتها
غزة - الدستور - عمر محارمة: واصلت "الدستور" لليوم الثاني على التوالي تسجيل المشهد الكارثي الذي تركه العدوان الاسرائيلي على البشر والحجر في غزة على مدى 22 يوما من القصف الجوي والبري والبحري ، وقابلت بعضا ممن اكتووا بآثار العدوان وفقدوا اعز ما يملك الانسان: الاب والام والولد والبيت الآمن.
وقد بدت مدينة غزة امس أكثر حيوية وحركة مع استمرار الهدوء وبدأت الحياة تعود الى طبيعتها تدريجيا وسط حالة من الهدوء المشوب بالحذر بعد وقف إطلاق النار الذي أعلنته إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية بشكل منفرد عقب الحرب الإسرائيلية ، وانتشر عناصر من الشرطة الفلسطينية في الشوارع بالزي الرسمي لتنظيم حركة السير فيما ينشط عمال تساندهم الجرافات في ازالة ركام الدمار الذي خلفه القصف العشوائي.
وادى الاف الفلسطينيين امس صلاة الجمعة في العراء بسبب التدمير الذي طال المساجد. وبدأ الموظفون والعمال بالالتحاق بعملهم كالمعتاد وفتحت البنوك ابوابها وسط تزاحم المئات من المواطنين لتسلم رواتبهم ، وسجلت الحركة التجارية نشاطا ملحوظا فيما يعلق التجار آمالاً كبيرة على استقرار الأوضاع الأمنية لتمكينهم من إدخال بضائعهم المحتجزة في الموانئ وإدخال المواد الأساسية لإنجاز المشاريع المعطلة وتعويض الخسائر التي تكبدوها.
وروى غزيون لـ"الدستور" مشاهد من العمليات العسكرية الاسرائيلية التي استهدفت المدنيين على وجه الخصوص ، واستحضرت "مؤمنة" ابنة الاحد عشر عاما التي فقدت شقيقها وشقيقتها 26و آخرين من اقاربها تحت سقف منزل والدها الذي جمع جيش الاحتلال الاسرائيلي فيه ما يزيد على 96 من ابناء عائلة السموني مشاهد اللحظة الاخيرة في عمر 13 طفلا قضوا تحت سقف ذلك المنزل ، فيما قال صلاح السموني "حملت طفلي لاخرجه من تحت جثة والدتي واذا بصوت ابنتي تناديني "بابا" فعدت اليها وحين حملتها رأيت امعاءها وقد خرجت من بطنها فنظرت الي بألم ثم فارقت الحياة".
ويضيف السموني ان "جثث الشهداء كانت ملقاة على الارض ، كان البعض مصابا وكانوا يحاولون مساعدة بعضهم البعض ، ولم تأت النجدة للباقين الا بعد ظهر اليوم التالي عندما وصل فريق من الصليب الاحمر لنقلهم الى المستشفى".
وتابع: ولعل اشد ما يبعث على الاشمئزاز ما خلفه الجنود من كتابات على حائط الطابق الارضي للمنزل الوحيد اثناء وجودهم في المنطقة كعبارات "يجب قتل العرب" ، "موتوا الآن" ، "انطلقوا للحرب لا للسلام" ، إضافة لرسم شاهد قبر وقد كتب عليه "العرب 1948 - ,2009
ومن بين غيوم الإرهاب الاسرائيلي التي نالت من الغزيين يظل مصير عائلة السموني الاكثر أسى ، فقد دمرت حوالي عشرة منازل يملكها مزارعون في هذه المنطقة الصغيرة.
التاريخ : 24-01-2009