بسبب العدوان على قطاع غزة .. عائلات تؤجل افراحها حتى إشعار آخر
التحقيقات الصحفية - جمانة سليم
حين يلتقي الفرح الخاص بالهم العام يغلب الاخير . وهو ما حدث مع (رائدة عليان) التي قادها الحزن على الاهل في قطاع غزة الذين تعرضوا لمذابح بشرية استهدفت المدنيين الى تأجيل موعد فرحها بعد ان كانت قد اعدت له العدة. ضاربة بذلك المثل على ان الانسان لا يعيش بمفرده بعيدا عن احزان اهله.
لم تفكر رائدة طويلا وقد اتخذت هذا القرار الصعب رغم ان ذلك كان يومها وهو اليوم الذي تحلم به كل فتاة..وأشارت الى ان خطيبها شاركها في قرارها هذا بعد ان اخبر جميع اصدقائه وأقاربه بان موعد "عرسه" والذي كان مقررا إقامته في الاول من الشهر الحالي ، قد تم تأجيله حتى إشعار آخر ..
تقول رائدة: على الرغم من ان جميع تجهيزات ليلة زفافي كانت مكتملة حتى بطاقات الدعوات التي طبع فيها يوم الفرح والزمان والمكان والتي تم توزيع جزء منها.. الا انني شعرت بحزن وقهر شديدين جراء ما حدث لاهلنا في فلسطين وتحديدا المذابح البشرية في قطاع غزة والتي راح ضحيتها الاطفال والنساء والشيوخ .
وأشارت رائدة الى انها شعرت بالذنب تجاه نفسها كونها تستعد لفرحة زفافها وأهل قطاع غزة تجتاحهم موجات الموت ، مضيفة ان فكرة قيامها بتوزيع دعوات الفرح على الاقارب والاصدقاء تشعرها بالخجل. متسائلة : كيف لي ان اطالب الناس بمشاركتي الفرحة يوم زفافي وقلوبهم تملؤها الحزن والاسى .
وبينت رائدة ان اهلها وأصدقاءها اشادوا بقرارها هذا مؤكدين ان فرحتهم بمشاركتها ليلة زفافها ستكون حقيقية بعد معالجة آثار العدوان الذي جرف أرواح الابرياء في قطاع غزة.
ولنفس السبب قررت سعاد عبيد الله تأجيل موعد يوم زفافها والذي كان مزمعا عقده الاسبوع الماضي بعد ان شعرت - بحسب وصفها - بانها تغرد خارج السرب ، وذكرت سعاد بان خطيبها هو صاحب الفكرة منذ البداية. مؤكدة بانها لم تعترض ولم تمانع قراره بالتأجيل بل تضامنت معه بعد ان اخبرت الجميع بان موعد زفافهما تم تأجيله.
وأضافت: بالرغم من ان تأجيل يوم الزفاف كبدهما خسائر مادية تمثلت بفقدانهم للمبالغ المالية والتي قاموا بدفعها مسبقا لاعداد حفلة الزفاف مثل قاعة الاحتفالات وبطاقات الدعوة وكذلك مبلغ "عربون" كانت قد دفعته لصالون التجميل والذي كان من المفترض ان يقوم بتجهيزها في ذلك اليوم .
وقررت سعاد تأجيل يوم زفافها الى حين آخر ، مؤكدة بان المشاهد الدموية التي شاهدتها على شاشات التلفاز كفيلة بان تقتل معالم اي فرحة.
الدستور أجرت اتصالات مع عدد من الفنادق وقاعات الاحتفالات وقد اكد اصحابها أن حجوزات هذه الفترة تراجعت عن المواسم المشابهة من الاعوام الماضية بنسبة اكثر من %50 اضافة الى قيام عدد كبير من المواطنين قاموا بإلغاء حجوزاتهم وتأجيل افراحهم الى الصيف.
التاريخ : 22-01-2009