الملك يبحث مع العاهل المغربي جهود وقف العدوان والمساعدات
الأردنية توالي التدفق إلى غزة
عواصم - الغد - لوحت إسرائيل بمرحلة جديدة من عدوانها على غزة
تصب فيها مزيدا من أتون جهنم على القطاع وسكانه، في وقت تسارعت
فيه خطى دبلوماسية عربية ودولية تسعى لوضع حد لحرب الاحتلال على
غزة.
وعلى وقع التهديد بمزيد من التصعيد، قررت حكومة الحرب
الإسرائيلية إيفاد مبعوث رفيع المستوى من ما يسمى وزارة الدفاع،
إلى مصر لبحث مبادرة مصرية تنص خصوصا على "وقف إطلاق نار فوريا
(لفترة محددة) يتيح فتح ممرات آمنة" لنقل المساعدات الإنسانية
إلى سكان غزة، فضلا عن محادثات عاجلة بين مصر و"الجانبين
الإسرائيلي والفلسطيني" حول تأمين الحدود بين مصر وقطاع غزة وفتح
المعابر.
وتزامنا مع ترحيب دولة الاحتلال بالمبادرة المصرية، التي أعلنها
الرئيس المصري حسني مبارك في ختام محادثات مع الرئيس الفرنسي
نيكولا ساركوزي، أقرت حكومة الحرب المصغرة التي تضم 12 وزيرا
"مواصلة العمليات البرية والدخول في المرحلة الثالثة التي ستوسع
إطار الهجوم عبر التوغل أكثر في المناطق المأهولة".
وفي الوقت نفسه، أنذرت قوات الاحتلال في منشورات ألقيت من
المقاتلات الحربية مساء أمس، سكان منطقة رفح الحدودية في جنوب
قطاع غزة بضرورة "إخلاء منازلهم" قبل حلول الساعة الثامنة من
صباح اليوم لتجنب القصف الذي سيطالها بحجة "استخدام منازلها
مخازن سلاح" من قبل المقاتلين الفلسطينيين.
بدورها، أكدت حركة حماس أمس أنها ستدرس الخطة المصرية لوقف الحرب
في غزة بعدما عرضها مسؤولون مصريون على وفد من الحركة قام بزيارة
للقاهرة استغرقت 48 ساعة، بينما أعلنت السلطة الفلسطينية برئاسة
محمود عباس تأييدها للمبادرة المصرية.
وفي الوقت نفسه، حاول وزراء خارجية عرب وغربيون أمس التوصل إلى
تفاهم في مجلس الأمن الدولي دعما للخطة التي طرحتها مصر، فيما
يعقد المجلس اليوم اجتماعا يستكمل فيه مناقشة مشروع ليبي يدعو
لوقف فوري لإطلاق النار. وأبدت الولايات المتحدة انفتاحا على
المبادرة المصرية، لكنها أعلنت أنها تريد الاطلاع على تفاصيلها.
وفي عمان، ارتفعت حدة التنديد الرسمي والشعبي الأردني لمناصرة
أهل غزة في مواجهتهم للعدوان الإسرائيلي على القطاع، بعد ارتكاب
قوات الاحتلال الإسرائيلي لمجزرة مدارس وكالة الغوث التي زاد عدد
ضحاياها على 43 شهيدا من الأطفال والنساء.
وبحث جلالة الملك عبدالله الثاني في اتصال هاتفي تلقاه أمس من
العاهل المغربي جلالة الملك محمد السادس، الجهود المبذولة عربيا
ودوليا، لوقف العدوان الإسرائيلي على القطاع.
من جانبه، أشاد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية
"حماس" خالد مشعل بالموقف السياسي الرسمي الأردني، وخصوصا موقف
جلالته.
وفي مجلس النواب، طالب 17 نائبا في مذكرة لمؤسسة نوبل النرويجية
للسلام بـ"سحب جائزة نوبل للسلام من رئيس دولة إسرائيل شيمون
بيريز".
واستمر تدفق المساعدات الأردنية للقطاع، إذ تنقل طائرة أردنية
اليوم 40 طنا منها، وسيارات إسعاف، تبرع بها موظفو الملكية
الأردنية، في حين أرسلت وزارة الصحة أمس 2000 وحدة دم وبلازما
إلى غزة، معلنة أنها تسعى لاستقبال دفعة جرحى غزيين جدد.
وقال نقيب الأطباء نائب الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب
الدكتور زهير أبو فارس في اجتماع الاتحاد الطارئ في العريش
المصرية أمس، إن الطواقم الطبية العربية "ماتزال ممنوعة من
الدخول لنجدة إخوانهم في غزة"، وحذر من تعرض الفلسطينيين لإبادة
جماعية.
إلى ذلك، تواصل العدوان الحربي الإسرائيلي على غزة أمس موقعا
مزيدا من الشهداء والجرحى، رغم إعلان إسرائيل عن "وقف إنساني"
لإطلاق النار لثلاث ساعات تسمح خلالها بمرور المساعدات الإنسانية
لسكان القطاع.
وأعلن مدير عام الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة في غزة الطبيب
معاوية حسنين أن عدد شهداء الحرب الإسرائيلية منذ بدايتها في
السابع والعشرين من الشهر الماضي ارتفع أمس إلى 702، إضافة إلى
نحو 3100 جريح، موضحا أن ثلث الشهداء من الأطفال والفتيان ممن
تقل أعمارهم عن 16 عاما.
وشيع عشرات الآلاف من سكان غزة جثامين الأطفال الذين سقطوا شهداء
في مدارس الأونروا التي أكدت بدورها "عدم وجود مقاتلين فلسطينيين
في مدارسها" التي تعرضت أول من أمس إلى عدوان إسرائيلي.
وقالت "الأونروا" إن "المدارس ومنها مدرسة الفاخورة في مخيم
جباليا شمال قطاع غزة، كانت خالية من ناشطين عسكريين لحظة
قصفها"، نافية بذلك ادعاءات إسرائيلية بهذا الخصوص، ومطالبة
"بفتح تحقيق مستقل ومحاكمة المسؤولين في حال تم انتهاك قانون
الحرب".
كما أعرب المدير العام لمنظمة اليونسكو كويشيرو ماتسورا والممثلة
الخاصة للأمم المتحدة للأطفال في النزاعات المسلحة راديكا
كوماراسوامي أمس عن "قلقهما الشديد" إثر الهجمات الإسرائيلية على
مدارس تابعة للأمم المتحدة في غزة.
(التفاصيل في العرب والعالم)
(وكالات)