السلط مدينة عريقة في التاريخ، وقد عرفت الاستيطان البشري منذ الآف السنين قبل الميلاد، فقد أهّلها موقعها الجغرافي الواقع بين وادي الأردن والصحراء الشرقية لأن تكون مقراً للعديد من الحكام والقادة التاريخيين.
فقد ساهم الرومان والبيزنطيون والعرب والمماليك في ازدهار ونمو هذه المدينة، حتى بلغت ذروة ازدهارها ومكانتها مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ابان الحكم العثماني لهذه البلاد. فقد كانت السلط قاعدة ادارية اقليمية للدولة العثمانية وزاد عدد سكانها وكثرت ثرواتهم وبنوا فيها منازل رائعة ما زالت مائلة حتى يومنا هذا شاهدة على عراقتها وازدهارها.
مباني السلط نموذج يشكل مزيجاً من فنون الهندسة المحلية والأوروبية فهي مبنية من الحجار الرملية الصفراء، تمتاز بسقف على شكل داخلي و تتخللها نوافذ ضخمة. ومن النماذج الرائعة على تقدم المعمار الهندسي،دار ابو جابر التي بنيت عام 1882 والتي زينت سقوفها وجدرانها من الداخل بلوحات فنية أبدعها فنانون إيطاليون، فهي نموذج على مدى التقدم والازدهار الذي شهدته السلط. تقوم السلط على تلال ومنازلها مشيدة على صخور صلبة تمتاز بقوتها ومقاومتها لعوامل الزمن. وفي السلط مواقع مهمة كالمقابر الرومانية في ضواحي المدينة، وقلعة الايوبيين التي بناها المعظم عيسى بن ايوب السلطان الأيوبي عام 1198 وفيها محال للحرف اليدوية والصناعات التقليدية كصناعة الخزف والنسيج والقماش وفي السلط متحف للآثار والحياة الشعبية التي كانت سائدة في السلط تلك الأيام اضافة الى ادوات تراثية كأدوات الحراثة والفلاحة وغيرها